دقيقتان

غالبًا ما نقرأ في الكتاب المقدّس عن قوة الإيمان وفاعليّته. فقد علّم السيد المسيح نفسه أنه عندما يكون الإيمان العظيم حاضرًا، تحصل أشياء عظيمة، مثل قدرتنا على تحريك جبال! فبعد أن شفى السيد المسيح رجلًا أعمى في مرقس 10: 25، صرّح: “إيمانك قد شفاك.” وهكذا تفاعل السيد المسيح مع إيمان ذلك الرجل وأكرمه. عرف هذا الرجل أن السيد المسيح هو الطبيب العظيم، وكان لديه إيمان بأنه قادر على أن يشفيه رغم أن ذلك بدا مستحيلًا. ويجعل الإيمان غير المتزعزع الأشياء المستحيلة تبدو ممكنة فجأة. ويعطينا الإيمان الشجاعة على التحرك إلى الأمام حتى في وجه الصعاب الهائلة. أمّا عدم تفعيل إيمانك فإنه يشلّك وتظل قابعًا في ركنك يائسًا بائسًا. وعندما يتعلق الأمر بالإيمان، فإن واجبك ببساطة هو أن تفعل ما هو ممكن، وأن تكون حيّ الضمير، ومثابرًا، ومسؤولًا في عملك، بينما يتكلف الله بما هو مستحيل.

فكما قال جورج مولر: “لا يعمل الإيمان في مجال الممكن. فلا يوجد مجد لله في ما هو ممكن بشريًا. فالإيمان يبدأ حيث تعجز قوة الإنسان عن فعل ما هو مطلوب أو مرغوب فيه.” فكلما تضع نفسك في مواقف يمتحنك فيه الإيمان، ترى عون الله وإنقاذه لك بشكل أكبر. فلا تنسحب من ظروف يمتحن فيها إيمانك، بل اقبلها بفرح كفرص لرؤية عمل الله ومجده في حياتك. فهو يثق بأنك قادر على تنميةِ إيمانك به، وبدلًا من أن تكون الظروف الصعبة مدعاة لليأس، فإنها تصبح تحدّيًا ودعوة إلى الانتقال إلى مرحلة أخرى من النمو في حياتك.

كيف يمكنك أن تزيد من إيمانك؟ أولًا، تذكّر أن الله مهتم بإيمانك وبتقويته. فإيمانك القوي يمجّده. وهو يرضيه. تقول كلمة الله في عبرانيين 11: 6: “بدون إيمان لا يمكنُ إرضاؤه.” ونحن نقرأ في الكتاب المقدس عن أشخاص اختار الله أن يستخدمهم بفضل قوة إيمانهم، لا بسبب ميزات بشرية أخرى. تقول كلمة الله في عبرانيين 11: 32 – 35: “وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضًا؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ، الَّذِينَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ، أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ.” فالإيمان هو سمة المؤمن بالمسيح، حيث ينعكس على سيرة حياته وكلامه وتصرفه: “أما البار فبالإيمان يحيا.” (عبرانيين 10: 38)

ثانيًا، ذكّر نفسك بصدق وعود الله، لأنه أمين. لذلك، حين يقطع وعودًا في كلمته، فإنه يتوقع من المؤمنين به أن يصدقوها وأن يعملوا بموجبها وكأنها حقيقة ثابتة نراها بعيوننا. تقول كلمة الله: “وأما الإيمان فهو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى.” (عبرانيين 11: 1) وإذا ملنا إلى التشكك فيها، فإننا نرسل رسالة تتهمه بالكذب. ولن تسره هذه الاتهامات. والإيمان خيار متاح أمامك، يفتح إمكانات الله غير المحدودة.

لكن هل آمنتَ بالمسيح مخلّصًا وربًا أصلًا؟ هذه هي الخطوة الأولى الحيوية الحاسمة للحصول على حياة أبدية. وبعد ذلك يمكن الحديث عن تنميةِ الإيمان!

فارس أبو فرحة